تربية الأبناء مسئولية جسمية ، ونعمة عظيمة تستحق الشكر ، فقد قال تعالي : { وجعلنا له مالا ممدوداً وبنين شهوداً } [ المدثر : 13 – 14 ].
فالأبناء زينة الحياة الدنيا ، وجواهر نفيسة تترعرع علي عرش الأسرة ، فهم أمانة أوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمايتها ورعايتها ..
فقال : ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ، ومسئولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته ” [ البخاري ومسلم ]
وقال أيضا: ” إن الله سائل كل راع عما استرعاه ” [ الترمذي ] .
ولأن صلاح الأبناء يعتمد في الدرجة الأولي علي توفيق الله – عز وجل، ثم الأخذ بالأسباب ..
فالله سبحانه وتعالي جعل لكل شيء سببا ، وأولي هذه الأسباب هي أن نتعرف علي طرق التربية المثلي التي تثمر لنا جيلا يرفع راية الإسلام …. فيشبوا أمثال سعد و بلال و عمر – رضي الله عنهم فكانوا نبراساً أضاء الدنيا مجدا خالدا.
ولكن ما المقصود بتربية الأبناء؟
قد يتبادر ألي الذهن أن تربية الأبناء هي العناية بصحتهم البدنية ، وتغذيتهم السليمة ، ووقايتهم من الأمراض ، وهذه الأمور تدخل في التربية فعلا .
لكن التربية أوسع من ذلك وأشمل ، فهي تتناول الناحية العاطفية ، وتكوين القيم والأخلاق والتربية النفسية السليمة، وطرق التفكير ..
فأطفال اليوم هم شباب المستقبل ، كما أنهم الأحق بالرعاية ، فهم السند والقوة في وقت تعجز فيه الأبدان وتقل الصحة لذا ينبغي إعطائهم حقوقهم كاملة …
ومن هذا المنطلقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما نحل والد ولداً من نحل أفضل من أدب حسن ” [ الترمذي و أحمد ]. فأفضل ما يهم الوالد في تربية أولاده حسن الأدب …
ومن هنا نتساءل ما هي الوسائل المجدية لتحقيق التربية النافعة؟
بحيث يسهل علي المربين من الآباء والأمهات استخدامها لتحقيق ما يصبون إليه من ذرية صالحة نافعة يسعدون بها وينفعون مجتمعاتهم.
وهي ربط الولد منذ نعومة أظفاره بأصول الإيمان وأركانه، ابتداء بوجود الله تعالى وصفاته، مروراً بعظمة كلام الله وإعجازه وبيانه بالسنة المشرفة، وانتهاء بالاعتياد على تطبيق أركان الإسلام، وتمثل مبادئ الشريعة الغراء حتى تتسامى روحه إلى الأفق الأعلى، بإيمان صادق، ويقين ليس بعده كفر، قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) الروم
وأول ما ينبغي للولد معرفته في حق الله تعالى أنه واجب الوجود، فيستحيل عليه العدم، ومن صفاته القدم، والبقاء، ومخالفته للحوادث، ليس كمثله شيء، وهو سبحانه قائم بنفسه واحد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، يتصف بالقدرة، والإرادة، والعلم والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، ويستحيل عليه أضدادها، كما يجوز في حقه كل فعل أو ترك ممكن.
أما ما يعلّم في حق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فيتعيّن أنْ يعلم بأنّه صادق أمين، إستفرغ الوسع في التبليغ موصوف بالفطنة، كما يتعيّن أن يتعلّم ما يستحيل في حقه من نحو الكذب، والخيانة، والبلادة، وكتمان شيء من الرسالة، ويجوز في حقه ما يجوز للبشر من الأكل، والشرب والجماع، والمرض الخفيف، وهو صلى الله عليه وسلم مبعوث الله تعالى إلى الخلق كافة، عربهم وعجمهم، إنسهم وجنهم، بشريعته نسخت الشرائع السابقة، والله فضّله على سائر الخلائق.
2- التربية الخلقية:
وأول ما ينبغي للولد معرفته في حق الله تعالى أنه واجب الوجود، فيستحيل عليه العدم، ومن صفاته القدم، والبقاء، ومخالفته للحوادث، ليس كمثله شيء، وهو سبحانه قائم بنفسه واحد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، يتصف بالقدرة، والإرادة، والعلم والحياة، والسمع، والبصر، والكلام، ويستحيل عليه أضدادها، كما يجوز في حقه كل فعل أو ترك ممكن.
أما ما يعلّم في حق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فيتعيّن أنْ يعلم بأنّه صادق أمين، إستفرغ الوسع في التبليغ موصوف بالفطنة، كما يتعيّن أن يتعلّم ما يستحيل في حقه من نحو الكذب، والخيانة، والبلادة، وكتمان شيء من الرسالة، ويجوز في حقه ما يجوز للبشر من الأكل، والشرب والجماع، والمرض الخفيف، وهو صلى الله عليه وسلم مبعوث الله تعالى إلى الخلق كافة، عربهم وعجمهم، إنسهم وجنهم، بشريعته نسخت الشرائع السابقة، والله فضّله على سائر الخلائق.
2- التربية الخلقية:
وهي تنشئة الفرد على المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية والوجدانية التي توجه سلوك الطفل من وقت تمييزه، حتى يعتاد الصّلاح وترسخ في نفسه القيم، فتكون دافعاً له إلى كل فضيلة وعوناً له على كمال دينه ومروءته وشخصيته، ومنها برّ الوالدين واحترامهم، والتزام الأدب في التعامل مع الغير إبتداء بالأسرة، وانتهاء بمختلف المؤسسات الاجتماعية والأفراد، وقد وصف الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”.القلم
3- التربية البدنية:
3- التربية البدنية:
ويتم من خلالها تنمية قدرات الفرد البدنية، وزيادة كفاءته الحركية، الأمر الذي يعينه على تحمل أعباء الحياة ومتطلباتها، فالعقل السليم في الجسم السليم،وقد قال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير.”
وقد تتابعت الوصايا الإلهية الداعية إلى حفظ الصحة البدنية، والنهي عن الإسراف في الطعام والشراب، والأمر بالصيام والنظافة والطهارة،ونهى عن كل ما يضرّ بالجسم ويوهنه، وأمر بالتداوي من الأمراض.
4- التربية العقلية:
وقد تتابعت الوصايا الإلهية الداعية إلى حفظ الصحة البدنية، والنهي عن الإسراف في الطعام والشراب، والأمر بالصيام والنظافة والطهارة،ونهى عن كل ما يضرّ بالجسم ويوهنه، وأمر بالتداوي من الأمراض.
4- التربية العقلية:
وهي تنمية المدارك الفكرية والقدرات العقلية لدى الطفل، وذلك من خلال توجيهه نحو اكتساب المعارف الشرعية والعلمية والثقافية والحضارية التي تساهم في تحقيق نضجه الفكري المدعّم بالحكمة والمنطق والسداد في الرأي، والآيات القرآنية الداعية إلى إعمال العقل والفكر، وإلى التبصر في الخلق كثيرة، قال تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوم ٍيَعقِلُونَ”.الروم
5- التربية الوجدانية:
5- التربية الوجدانية:
وهي تربية المشاعر الإنسانية لدى الفرد من فرح وحزن وقلق واطمئنان، وتوجيه الأحاسيس الداخلية من لذة وألم، وضبط العواطف والانفعالات الوجدانية من حب وكره، وهذا النوع يتجلى في المعاملة الودية للطفل، وإشعاره بالحبّ والرّعاية والعطف واحترام الذات، وقد تجلى ذلك في سلوكه ومعاملته صلى الله عليه وسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن رضي الله عنه وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “مَن لا يَرحَم لا يُرحَم”.
6- التربية الاجتماعية:
6- التربية الاجتماعية:
تربية الطفل منذ نعومة أظفاره على التكيف مع المجتمع بمختلف مؤسساته، والالتزام بالآداب الاجتماعية، والفضائل الخلقية التي ترتئيها العناصر الراشدة فيه، وتعريف الطفل بحقوق المجتمع والقوانين والنظم السائدة فيه حتى يتمكن من التعايش مع أفراده على أسس المحبة والاحترام والأخوة والتعاون، دون أن يخل ذلك بجرأته في إثبات ذاته، بعيداً عن التردد أو الخجل، قال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.”
7- التربية المهنية:
7- التربية المهنية:
تدريب الطفل على الكسب الضروري وتعليمه الصنائع التي تليق به من أجل تأمين المتطلبات المادية للحياة وغالباً ما تخضع هذه الوسائل والطرق لتغير الزمان والمكان، وتتراوح بين القدم والحداثة كالزراعة والصناعة والتجارة وتعلم المعلوماتية والحاسوب واللغات وغيرها، ويجوز للوالد إجارة ولده واستخدامه تدريباً له وتأديباً. وقد أمر الله تعالى بالسعي في طلب الرزق، فقال: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”.الملك
8- التربية الأدبية:
8- التربية الأدبية:
تتجلى في إتقان علوم اللغة العربية، لتقويم لسانه، وإصلاح بيانه، ويعلم رواية الرجز والقصيد، ومن الشعر ما انطوى على فضل الأدب ومكارم الأخلاق، وأركان علوم اللسان العربي تتمثل في اللغة، والنحو، والبيان، والأدب، وبحفظ القرآن الكريم تحفظ اللغة العربية، ولولاه لاندثرت منذ زمن بعيد، وهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في فصاحته وبلاغته وتناسقه، قال تعالى: “أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً”.النساء
9- التربية الجمالية:
9- التربية الجمالية:
إيقاظ شعور الفرد بجمال الكون، والتعبير عن ذلك بإحساس مرهف، يبعث فيه الشعور بالارتياح والسرور ويتذوق الجمال ويسعى للحفاظ عليه والعناية به، فيرتقي وجدانه وتتهذب انفعالاته، لتنعكس على نفسه بمتعة ذات طابع خاص، وقد تحدث القرآن عن الزينة والجمال، ولفت نظر الإنسان إلى ما في الكون من جمال وروعة وفن وإبداع حتى تكون دليلاً على قدرة الله وعظمته، فهو سبحانه جميل يحب الجمال وقد أمر الإنسان بالتجمل فقال: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ”.الأعراف
10- التربية الجنسية:
10- التربية الجنسية:
وتعني تعليم الولد وتوعيته ومصارحته بالقضايا المتعلقة بالجنس والمتصلة بالزواج حتى يكون على بينة من الحلال والحرام، ومن كل ما قد يؤدي إليهما، فيتحكم بذاته ويضبط نوازعه بعيداً عن الانسياق وراء الشهوات، والتخبط في سبل الغواية والانحلال.
وهذا النوع من التربية يتم بشكل تدريجي مرحلي، فيبدأ بالمجاز إلى التلميح، كلما توسعت مدارك الطفل وظهرت نباهته، لكن لا ينتقل إلى التصريح إلا بعد مؤانسة الرشد منه، وبلوغه مرحلة التكليف.
وينبغي تدريب الطفل على التزام المبادئ الإسلامية في الاستئذان، وغض البصر، والتفريق في المضاجع والعفة والحياء، والغيرة على المحارم.
ومن الضروري في هذا الصدد إبعاد الطفل عن المثيرات الجنسية، وإشغاله بما هو نافع له من الأنشطة العلمية والثقافية والرياضية على اختلاف أنواعها.
وهذا النوع من التربية يتم بشكل تدريجي مرحلي، فيبدأ بالمجاز إلى التلميح، كلما توسعت مدارك الطفل وظهرت نباهته، لكن لا ينتقل إلى التصريح إلا بعد مؤانسة الرشد منه، وبلوغه مرحلة التكليف.
وينبغي تدريب الطفل على التزام المبادئ الإسلامية في الاستئذان، وغض البصر، والتفريق في المضاجع والعفة والحياء، والغيرة على المحارم.
ومن الضروري في هذا الصدد إبعاد الطفل عن المثيرات الجنسية، وإشغاله بما هو نافع له من الأنشطة العلمية والثقافية والرياضية على اختلاف أنواعها.
تعليقات
إرسال تعليق