مامعنى الفترات الحساسة للتعلم في عمر الطفل ومتى تكون؟
هي فترات في عمر الطفل تحدث في أوقات مختلفة يكون فيها الطفل مستعد بشكل أكبر من أي وقت أخر للإستكشاف وتكون قدرته على التركيز عالية جدا وإستجابته للأنشطة سريعة وفعالة. يهتم الطفل في كل فترة من هذه الفترات بشئ معين ومحدد ويهمل ماحوله. فمثلا الفترة الحساسة للحركة تبدأ بإهتمام الطفل بالتحرك فيبدأ بالتقلب ثم الحبو حتى تنتهي بإجادة الحركة والمشي.
يجب مراقبة الطفل لإستغلال هذه الفترات جيدا لتحسين مهاراته حيث يكون الطفل عنده من الإستعداد والإستجابة والتركيز مايسمح بتطوره في هذا المجال بشكل أسرع وأفضل. هذه الفترات لا تتكرر فإحرصي على ألا تضيعي هذه الأوقات فما تبذليه مع طفلك في شهر ليتمكن منه ربما يحتاج أيام أو ساعات في فتراته الحساسة ليفعله ويتمكن منه.
مثال على إستغلال هذه الفترات :
(فلنفرض أنها فترة حساسة لتعلم طفلك الحركات الدقيقة فلتبادري بعرض أنشطة اللضم على سبيل المثال.)
الفترة الحساسة للنظام والترتيب:
غالبا تكون هذه الفترة هي أولى الفترات الحساسة لدى الطفل في السنة الأولى من عمره وقد تستمر معه حتى العام الثاني، وإذا ما حاول المربي التركيز على سلوكيات طفله في عاميه الأولين فإنه سيجده يقوم بـ:
تفحص أماكن الأشياء في المنزل.
إعادة الأشياء إلى أماكنها
يبكي أو حتى يغضب عند تواجده في أماكن غير مألوفة.
ينصح الأخصائيون المربي بالاهتمام في هذه المرحلة أكثر بترتيب كل ما يحيط بالطفل من ألعاب أو سرير أو فرش حتى الأماكن التي يزورها يفضل أن يكون قد ألفها واعتاد عليها حتى تمر هذه المرحلة بيسر وسهولة.
كما عليه أن يدرك أن حاجة الطفل للنظام والترتيب تختلف عن حاجة الانسان البالغ فالإنسان البالغ يشعر بقدر من السعادة الخارجية ولكن الطفل يحتاج إلى النظام والترتيب في البيئة من حوله لأنه بدأ تكوين ذاته عن طريق ملامسة ما يحيط به.
يتمتع الطفل بفضول طبيعي يدفعه لاكتشاف البيئة من حوله فنجده ما إن يبدأ بالحبو يسعى إلا أن يستكشف ويلتقط كل الأشياء من حوله ليضعها في فمه والطفل بفعله هذا لا يتذوق الأشياء فحسب بل إنه يبدأ بتنسيق التفاعل بين جميع حواسه.
تتميز أفعال الطفل أنها ليست وليدة اختيار عشوائي من جانبه ولكنها أفعال تتحكم بها حاجة الطفل من الداخل إلى النمو والتطور لذلك يدب اعتماد المربي لوسائل تبعث على صقل حواس الطفل بسحر الطفل بتجارب حسية (الذوق والرائحة والأصوات والوزن واللمس) مما يؤدي إلى تعلم الطفل ملاحظة التمييز الحسي والتمييز بشكل متزايد. لا يوجد شيء في العقل لم يكن الأول في الحواس. يمكن للمرء أن يترك للطفل رائحة مختلفة من الأعشاب ، الأطعمة المختلفة ، مثل الفواكه المحيطة بهم في أماكن الطبيعة أو حتى السوبر ماركت.
إن مهمة المربي في هذه المرحلة هي:
تهيئة أشياء في البيئة المحيطة تركز على السمع والبصر والتذوق والمهم هنا هو أن يستطيع التعامل معها بيديه. تدريب الطفل على التمييز بين الأشياء من خلال حواسه (العبوا مع أطفالكم لعبة تمييز الأطعمة المختلفة ولعبة تمييز أصوات الحيوانات مثلاً)
الفترة الحساسة للأجسام الصغيرة:
كثير من الناس قد يستغربون حب أطفالهم للأشياء الصغيرة في فترة من فترات حياتهم الأولى فعلى سبيل المثال: يظهر الطفل اهتماماً كبيراً بالحشرات، الحجارة الصغيرة، الأوراق الصغيرة.
فنراه عندما يسير في الشارع يتوقف كثيراً ليتفحص فراشة وقد يغرق وهو يدقق بها وينظر إليها.
إنَّ هذه الفترة تزيد من قوة الملاحظة لدى الطفل وتجعله يركز بكل طاقاته الفكرية على حل وفهم المشكلة المحددة وهذه الأمور تفرض على المربي بعض التغيرات في التعامل مع طفله كأن يغض الطرف مثلا عن ملابسه المتسخة نتيجة البحث في التراب وترك الطفل حر الحركة يملك الوقت الكافي للاستكشاف وفهم العالم.
فترة تنسيق الحركة والمشي:
تظهر هذه الفترة بشكل واضح في عمر السنة وهو العمر الذي يبدأ به غالبية الأطفال خطواتهم الأولى وعلى المربي حينها:
أن يدرك الفرق بين مشي الطفل ومشي الشخص الكبير فالكبير يمشي لينتقل إلى مكان آخر أمَّا الطفل فإن المشي عنده محدد بهدف يقتضي منه تطوير مهارات جسدية ومعرفية وحسية معينة لديه ..أن يؤمن أن الطفل يستطيع أن يمشي في هذه المرحلة مسافات طويلة بشرط اشباع إحتياجاته الجسدية من طعام وشراب ونوم.
الفترة الحساسة للغة:
تبدأ فترة حساسية الطفل للغة عند الولادة وحتى أربع سنوات فالرضيع يسمع صوت والدته ويشاهد شفتيها ولسانها. وبحلول سن السادسة مع ما يتلقاه من تكوين وإندماج وتدريس مباشر فإنه يكون قد إكتسب مفردات كبيرة وأنماط تكوين الجمل الأساسية.
ويستمر الطفل في إكتساب هياكل الجملة وتوسيع المفردات له طوال طفولته. وإذا لم يتعرض الطفل للغة (القراءة، والإستماع، والغناء، والكتابة، الخ) بإنتظام خلال هذه الفترة قد لا يكتسبها بشكل لا رجعة فيه! (فماريا مونتيسوري تعتقد أن من المهم بشكل خاص للبالغين التحدث مع الأطفال طوال هذه الفترة وإثراء لغتهم بإستمرار وإعطائهم كل فرصة لتعلم كلمات جديدة.
الفترة الحساسة لتكوين الرابط الاجتماعي:
في سن حوالي سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات يصبح الطفل على علم بأنه جزء من مجموعة، فنجده يبدأ في إظهار إهتمام مكثف بالأطفال الآخرين القريبين من سنه، ويبدأ تدريجيا باللعب معهم بطريقة تعاونية.
وكذلك يتنمى بداخل الطفل في هذه المرحلة شعور عفوي بالتلاحم. بل يشرع في توفيق تصرفاته بما يتلاءم والسلوك الإجتماعي للبالغين من حوله ويكتسب بذلك تدريجيا المعايير الإجتماعية لمجتمعه. وهذا هو الوقت المثالي للمربي لتطوير الإتزان الإجتماعي والأخلاق والقواعد الإنسانية عند طفله.
تعليقات
إرسال تعليق