التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل قررت التعليم المنزلي



في البلدان العربية التعليم المنزلي ” كمفهوم أكاديمي ليس متقناً بعد ” ولكن سنسعى إلى تقديم حلول متنوعة لتتوافق مع الظروف المختلفة لكل أسرة. 
الكثير من العائلات تفضّل البدء في التعليم المنزلي خلال منتصف العام، و السبب في ذلك قد يرجع إلى المشكلات التي يواجهها الطفل في مدرسته، أو تأخره الدراسي، أو مرضه، أو لمجرد شعورهم بأنه الوقت الأنسب لإستعداد الطفل. 
و تُعدّ إجازة منتصف العام بمثابة التوقيت الأمثل للقيام بعملية التغيير، إلا أنه يمكن إخراج الطفل من المدرسة في أي وقت ترونه مناسباً . 
ولكن إذا كنت تفكر جدياً في إخراج طفلك من المدرسة ( سواء كانت عامة أو خاصة ) خلال العام الدراسي، فعليك أن تتأكد من قدرتك على الوفاء بمهامك التعليمية المنزلية ، والقيام بكل الأدوار المطلوبة منك . 

الخطوات الواجب إتباعها : 
راجع القوانين في بلدك “حيث تقيم” هل تسمح بالتعليم المنزلي، هل هناك نظام بديل يمكن الإعتماد عليه ؟ أدرس هذه الخطوة جيدًا .. 
إبحث عن مجموعة دعم محلية للتعليم المنزلي لمساعدتك بالتفاصيل الأخرى والإجراءات اللازمة، كذلك المساعدة في تقديم المشورة بشأن المنهج, وتقديم مجتمع بديل للطفل ..الخ. 
والآن أنت بحاجة إلى إختيار المنهج وشراؤه، مع العلم أنه يمكنك إستخدام الكتب المدرسية التي كان يستخدمها أبناؤك في المدرسة، إلا أنه لا يُفضّل الإعتماد عليها بشكل كامل . 

أمور أخرى يجب وضعها في الإعتبار : 
الإحتواء فمن الطبيعي أن يفتقد طفلك أصدقاءه ويشعر بالوحدة . إلا أن بإمكانك مساعدته خلال هذه الفترة بدعوة أصدقائه والقيام بأنشطة خارج المنزل. وتقدم مجموعات دعم التعليم المنزلي فرصا كثيرة للأطفال للتجمع في رحلات ميدانية، والخروج للترفيه . 
وهناك إمكانية للمشاركة في رحلات ميدانية متعددة تُعدّها الجمعيات الموجودة في مدينتك، بحيث من الممكن الخروج كعائلة أو مع بعض الأصدقاء . 
في اللامدرسية يتعين عليك البدء في التعليم المنزلي ببطء بحيث تمنح طفلك وقتاً ليتأقلم مع عملية التغيير. على سبيل المثال، عليك قضاء أسبوعين في متابعة الرياضيات وقراءة بعض الكتب القيمة أو قضاء بعض الوقت في أنشطة عملية، مع جعل الطفل يبحث في موضوعات تهمه من خلال ما يُعرف بـ ” دراسات الوحدة “, المنهج الدراسي إذا كنت ستستخدم منهجًا متدرجاً, فعليك التأكد من الإلمام بكل شيء تماماً. 
وإذا كنت ستقوم بتجميع المنهج الخاص بك، يمكنك الرجوع إلى المنهج الدراسي النموذجي للإسترشاد به .

التنظيم وحفظ السجلات : 
من المهم إن تكتب وتسجل كل أفكارك وكل ما تود فعله مع طفلك ..وسننشر مقالات قريباً عن كيفية التنظم وحفظ السجلات .. 
عند إتخاذ قرارك، هناك عشرة أمور، يجب أخذها في الحسبان : 
عادة ما يكون قرار التعليم المنزلي صعباً جداً و لا يمكن الاستهانة به، إلا أنه قرار شخصي، لا يمكن لغيرك القيام به عنك، لكن بإمكاننا مساعدتك في التفكير في الأمر . 


و في إطار ذلك خذ في الإعتبار هذ الأشياء:

الإلتزام بالوقت .. عادة ما تستغرق عملية التعليم المنزلي الكثير من وقتك اليومي . فهو لا يعني مجرد الجلوس أمام كتاب لساعتين . 
فهناك الكثير من التجارب والأنشطة التي يجب القيام بها ، والدروس التي يجب تحضيرها، والأوراق التي يجب تصحيحها، والرحلات الميدانية ، وأيام التنزه ، والقائمة تطول ..

التضحية الشخصية .. لا ينعم الأبوان اللذان قررا تعليم أطفالهم منزلياً بوقت فراغ كبير، و إذا لم ينتبها إلى هذا الأمر فلن يتمكنا من توفير الوقت لأنفسهم أبداً، حيث يظل الأطفال مع الوالدين طوال الوقت .

الضغوط المالية .. يمكن إنجاز التعليم المنزلي بتكلفة قليلة، إلا أنه يتطلب من الوالد الذي يعلم أبناءه منزليا ألا يكون عمله خارج المنزل . بل يجب القيام ببعض التضحيات، بحيث يكتفي بعمل واحد إذا كانت الأسرة قد إعتادت على مصدرين للدخل مثلاً .

التنشئة الاجتماعية .. يجب أن يولي الوالد إهتماما بإعداد اللقاءات للطفل مع الآخرين و الميزة في التعليم المنزلي، أنه يسمح للوالدين بالتحكم في علاقات الطفل الاجتماعية .

ترتيب المنزل .. رغم وجود حاجة يومية للقيام بترتيب المنزل وغسيل الملابس، إلا أنها لا يمكن ألا تكون أول شئ يتم القيام به في الصباح . فلو كنت ممن يدققون في نظافة المنزل فقد تُـفاجأ ! الأمر ليس مجرد أنك ستترك الأعمال المنزلية لبعض الوقت، ولكن التعليم المنزلي في حد ذاته عادة ما يكون مصحوباً بالفوضى وعدم النظام . 

توافق الوالدين .. من المهم أن يوافق الوالدين على تجربة التعليم المنزلي . فمن الصعب جدا تدريس الأبناء منزلياً إذا كان أحد الوالدين غير موافق على التجربة . فإذا كان زوجك / زوجتك غير موافق / ـة ، فربما يتعين عليك المزيد من التحاور معه / ـها أكثر ، و البحث في الأمر . 
مدى رغبة الطفل نفسه .. الطالب الراغب في التعليم المنزلي دائما أفضل . صحيح ، القرار يرجع للوالدين بشكل كامل ، لكن إذا كان الطفل ضده تماما, فإنك ستواجه مأزقاً ، و ستمر العملية بأوقات صعبة كثيرة . 

سنة واحدة في كل مرة .. التعليم المنزلي ليس إلتزمًا مدى الحياة . فمعظم من يعلمون أبناءهم منزليًا يأخذون أولادهم للتعليم المدرسي مرة واحدة في العمر على الأقل 

تخاف من التدريس؟ .. إذا يكفي أن تستطيع القراءة والكتابة، لكي تتمكن من تدريس أطفالك . وسيساعدك المنهج و المواد الدراسية على ضبط عمليتي التخطيط والتدريس. كما يمكنك طلب المساعدة من الآخرين إذا صعب عليك أمر ما، و بالإمكان الاستعانة بمدرسين خصوصيين للمواد الصعبة. 

خبرات و تجارب سابقة .. قد يكون من المفيد التعرض لخبرات و تجارب أسر قررت اللجوء إلى التعليم المنزلي سابقاً، لتتعرف على دوافعهم و ما توصلوا إليه .

تعليقات

منشورات شائعة

أركان منهج منتسوري

التعليم حسب منهج مونتيسوري التعليمي يجب أن يكون فعالا و داعما و موجها لطبيعة الطفل، باستخدام نظام بسيط من التعليم و الابتعاد كليا عن تراكم المعلومات و التلقين و الحفظ، لأن الطفل يجب أن يتعرف على العالم من حوله من خلال حواسه.  يمكن القول أن منهج مونتيسوري هو منهج تعليمي يعتمد على فلسفة تربوية تأخذ بمبدأ أن كل طفل يحمل في داخله الشخص الذي سيكون عليه في المستقبل، منهج يؤكد على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية و العقلية و الروحية و الجسدية الحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية و القدرة على حل المشكلات و تنمية التفكير النقدي وقدرات إدارة الوقت وغير ذلك من الأمورلقد صممت مونتيسوري أدواتها إعتمادا بشكل أساسي على صقل حواس الطفل التي تعتبر وسيلته الرئيسية في إكتساب معرفته فقامت بتقسيمها إلى مجموعة من الخبرات والأركان سنقوم بتفصيل أهداف كل ركن منها كما يلي: ركن متطلبات التعليم في الحياة اليومية. ركن تفاعلات الطفل الحسية مع ما يجري حوله. ركن العلم والمعرفة.  ركن متطلبات التعليم في الحياة اليومية.   متطلبات التعليم في الحياة اليو

الفترات الحساسة للتعلم

مامعنى الفترات الحساسة للتعلم في عمر الطفل ومتى تكون؟ هي فترات في عمر الطفل تحدث في أوقات مختلفة يكون فيها الطفل مستعد بشكل أكبر من أي وقت أخر للإستكشاف وتكون قدرته على التركيز عالية جدا وإستجابته للأنشطة سريعة وفعالة. يهتم الطفل في كل فترة من هذه الفترات بشئ معين ومحدد ويهمل ماحوله. فمثلا الفترة الحساسة للحركة تبدأ بإهتمام الطفل بالتحرك فيبدأ بالتقلب ثم الحبو حتى تنتهي بإجادة الحركة والمشي. يجب مراقبة الطفل لإستغلال هذه الفترات جيدا لتحسين مهاراته حيث يكون الطفل عنده من الإستعداد والإستجابة والتركيز مايسمح بتطوره في هذا المجال بشكل أسرع وأفضل. هذه الفترات لا تتكرر فإحرصي على ألا تضيعي هذه الأوقات فما تبذليه مع طفلك في شهر ليتمكن منه ربما يحتاج أيام أو ساعات في فتراته الحساسة ليفعله ويتمكن منه. مثال على إستغلال هذه الفترات : (فلنفرض أنها فترة حساسة لتعلم طفلك الحركات الدقيقة فلتبادري بعرض أنشطة اللضم على سبيل المثال.) الفترة الحساسة للنظام والترتيب: غالبا تكون هذه الفترة هي أولى الفترات الحساسة لدى الطفل في السنة الأولى من عمره وقد تستمر معه حتى العام الثاني، وإذا

فوائد التعليم المنزلي

لماذا تبقي أطفالك للتعلم في المنزل بدلاً من إرسالهما إلى المدرسة؟  حسناً، أولاً وقبل كل شيء، ليس عليك أن تستيقظ في الساعة السابعة صباحاً وإصطحابهم إلى المدرسة مع تذكيرهم  بالتعليمات اليومية، والإنتظار بقلق حتى يعودوا. التعليم المنزلي يمنحك المزيد من السيطرة على التأثيرات التي  تؤثر على طفلك. نمو وتطور طفلك يتم إزالته من عالم المجهول. أنت وأنت وحدك يمكن أن يقرر ما يحتاج إليه طفلك أو ما يجب عليه تعلمه. تفصيل المناهج الدراسية لتتناسب مع إحتياجات ومصلحة الطفل  هي واحدة من الفوائد الأكثر وضوحاً من التعليم المنزلي. الإهتمام الفردي هو فائدة أخرى بارزة للتعليم المنزلي. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحتاج إلى مزيد من الوقت لتعلم  الرياضيات، فيمكن أن تقلل من وقت دروسه في اللغة الإنجليزية لمنحه لمادة الرياضيات. لا توجد ساعات محددة لتعلم كل مادة. هذا يعني  أن الطفل يتمتع بميزة تحديد عدد أكبر من ساعات المادة التي تبدو صعبة دون إضافة أي ضغط. مقدار الوقت اللازم لتعلم كل مادة  يعتمد على قدرات ومصلحة الطفل. يصبح تعليم الطفل نشاطاً عائلياً ممتداً. حيث يشارك أولياء الأمور في كل خطوة من خطوات عمل