التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماهو التعليم الذاتي وأهميته


هو أن يمارس الطفل العمل بنفسه، تحرِّكه حاجته الذاتية للتعلم، وذلك بإتاحة الفرصة للطفل لكي يتعلم بنفسه عن طريق المواد والأدوات والأشياء الموجودة حوله والتوصل للإجابة بنفسه عن طريق التجربة والإكتشاف والأسئلة أو بمساعدة قليلة من والديه ومعلمته التي تقدم له برامج تعتمد على الإستكشاف.
أهمية التعليم الذاتي 
الهدف من التعليم الذاتي هو مساعدة الطفل على تنمية سلوك إيجابي تجاه التعلم؛ فالأطفال يشجعون على طرح الأسئلة والإكتشاف، وهذا يعزِّز قدراتهم على حل المشكلات ويجعلهم يتعرفون على العلاقة بين السبب والنتيجة ويخططون، ويشجع الأطفال على تجربة أفكارهم وإستخدام الأدوات بإبداع. وإكتشاف الطفل للمعرفة يجعله يفهمها ويحتفظ بها لمدة أطول، ويستطيع أن يستفيد منها في مواقف مشابهة أو جديدة، بعكس لو أعطيت له عن طريق التلقين بواسطة المعلمة. إن تدريب طفل ما قبل المرحلة الإبتدائية على الإستكشاف يعده للمراحل القادمة من حياته أيضاً؛ حيث تنمو معه هذه المعرفة ويتعود على أسلوب الإستكشاف. ولذلك فهناك ضرورة لأن نبدأ مع الطفل منذ مراحله الأولى أسلوب التعليم الذاتي الذي يقوم على كشفه للحقائق بنفسه، حتى يصل إلى المرحلة الإبتدائية وقد تدرّب على تعليم ذاته؛ مما يساعده على الولوج لمراحل التعليم المختلفة مستمراً في التحصيل باحثاً عن المعرفة، حتى يتمكن كلما تقدم في السن من مواكبة التزايد المتسارع في ميادين المعرفة وتطبيقاتها. وتكمن مهمة مرحلة الروضة في هذا السن في إكتشاف قدرات الطفل وتنمية مواهبه.

أسلوب التعليم الذاتي عند الطفل الصغير
يعد التعليم الذاتي للطفل من أهم الإتجاهات الحديثة في التربية التي ترى ضرورة أن يكون الطفل المتعلم إيجابياً في عملية التعليم، كما يجب أن يبحث عن المعرفة ويكتشفها بنفسه. ويعتمد أسلوب التعلم الذاتي على البحث والإكتشاف الذي حثَّنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وذلك بالتركيز على أسلوب القدوة في التعامل، وإستعمال أساليب التوجيه والمديح الفعال والإقناع. ويركز منهج التعليم الذاتي على تنمية القيم الإسلامية ومبادئ الصدق والصراحة وحرية الرأي والإعتماد عليها وخدمة النفس والإنتاج والإعتزاز بالذات. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يحسن التعامل مع الأطفال ويحرص على تلبية حاجاتهم وإحترام رأيهم ويخاطبهم في كثير من الأحاديث فيأمرهم ويمازحهم.

دور الأسرة نحو تدعيم التعليم الذاتي للطفل:
تتمثل أهمية الأسرة بأنها العالم الأول الذي يستقبل الطفل ولذلك يجب أن تهتم بلعب الطفل التي تساعده على التعليم الذاتي ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال:
1ـ  تزويد الطفل بالألعاب المختلفة التي تساعده على التعلم الذاتي مثل (ألعاب الفك والتركيب، الألعاب الآلية، الكرات ذات الألوان والأحجام المختلفة، المكعبات ذات الصور الكبيرة ) .
2ـ تزويد الطفل بما يحتاجه من الأدوات الفنية كأقلام التلوين والطباشير الملون وورق الرسم، وورق قص ولصق، الصلصال، فرش الرسم، ألوان ماء، أوراق صغيرة، أدوات النجارة.
3ـ تشجيع الطفل على الإبتكار والإبداع وذلك بتوفير الكتب والخامات والأدوات والألعاب.
4ـ توفير قصص مصورة لتنمية النواحي الدينية لدى الطفل وتنمية خياله.
5ـ تشجيع الأطفال مع ترديد الأناشيد الدينية والوطنية لتنمية مقدرتهم على الحفظ والإلقاء.
6ـ تشجيع الأطفال على متابعة برامج الأطفال الهادفة التعليمية والترفيهية ومشاركة الوالدين لهم.
7ـ إصطحاب الطفل للمسجد والتسوق وزيارة الأقارب.
8ـ الإهتمام بنشاط الطفل باللعب في الهواء من خلال إصطحاب الطفل إلى المنتزهات والحدائق.
9ـ توفير غرفة أو مكان مناسب في المنزل للعب.
10ـ إلمام الوالدين بطرق الكشف عن ميول الأطفال، وذلك من خلال ملاحظة ما يقوم به الطفل وما يفعله وما يقوله وهنا نكتشف أن لدينا طفل موهوب ماهي الموهبة هنا يأتي دور الوالدين لإكتشافها وتنميتها .
11ـ تحليل إجابات الأطفال على عدد من الأسئلة التي توجه إليهم .
12ـ مراعاة مناسبة اللعبة المقدمة للطفل مع مستوى نضجه.
13ـ الرد على إستفسارات الأطفال وتساؤلاتهم بطريقة تربوية مقنعة.

نماذج لبعض أساليب التعليم الذاتي لطفل الروضة للإسترشاد:
ـ يعبر الطفل عن أحاسيسه بواسطة الفنون التعبيرية، رسم دهان أوبحركة تمثيلية.
ـ يطابق الروائح بمثيلاتها من الروائح ويطابق الأصوات بمثيلاتها.
ـ يقارن بين مذاق الأطعمة المختلفة ويطابق بعضها ببعض.
ـيطابق الطفل الصورة بالصورة والأشكال بالأشكال.
ـ يرتب الأشياء بتسلسل حسب الحديث كالقصة أو حادثة ـ بطاقات
ـ إستخدام مغناطيس لمساعدة الطفل أن يكتشف بنفسه أن هناك مواد تنجذب للمغناطيس ومواد لا تنجذب، وهنا يتعلم الطفل ذاتياً خبرة جديدة.
ـ يعطي الطفل دهان أصابع من ثلاث ألوان أحمر، أصفر، أزرق، ويعطى مساحة من الورق. يبدأ الطفل في أخذ كل لون على حدة وطبعه على الورق ثم يبدأ في مزج الألوان ببعضها البعض وعندها يدرك أن الألوان إذا امتزجت تكون ألواناً أخرى جديدة وهذا النشاط يعطي الفرصة للطفل للاكتشاف والتفكير والاستمتاع مما يؤدي إلى التعلم الذاتي.

من خلال ما تم عرضه تتضح الأهمـية التربوية للتعليم الذاتي للطفل ودوره الحيوي في تنمية الطفل، حيث يلبي الميل الطبيعي للطفل نحو الحركة ولإاستكشاف
كما ينمي شخصية الطفل ويحقق له النمو المتكامل .
وقد أكدعلماء النفس والإجتماع على أهمية مرحلة الطفولة في تشكيل شخصية الفرد...
وكذلك أهمية رعاية الطفل أثناءها لتجنب إصابته بالأمراض النفسية أو بالأمراض العقلية
بالإضافة إلى أن الإهتمام بالتعليم الذاتي للطفل سواء من جانب الأهل أو رياض الأطفال يتيح له فرصة التعليم وتنمية ذاكرته وقدراته العقلية ويوفر له الفرصة للإبداع والإبتكار والنمو الجمالي والحسي
كما يتيح الإهتمام بالتعليم الذاتي للطفل للكبارالفرصة للكشف عن ميول وإهتمامات وقدرات وحاجات الأطفال. لذلك يجب علي كل من الأسرة ورياض الأطفال
تدعيم الإهتمام بالتعليم الذاتي لطفل ما قبل المدرسة الإبتدائية للإستفادة في تكوين الشخصية السوية للطفل وتأكيد ذاتيته وثقته بنفسه.

تعليقات

منشورات شائعة

أركان منهج منتسوري

التعليم حسب منهج مونتيسوري التعليمي يجب أن يكون فعالا و داعما و موجها لطبيعة الطفل، باستخدام نظام بسيط من التعليم و الابتعاد كليا عن تراكم المعلومات و التلقين و الحفظ، لأن الطفل يجب أن يتعرف على العالم من حوله من خلال حواسه.  يمكن القول أن منهج مونتيسوري هو منهج تعليمي يعتمد على فلسفة تربوية تأخذ بمبدأ أن كل طفل يحمل في داخله الشخص الذي سيكون عليه في المستقبل، منهج يؤكد على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية و العقلية و الروحية و الجسدية الحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية و القدرة على حل المشكلات و تنمية التفكير النقدي وقدرات إدارة الوقت وغير ذلك من الأمورلقد صممت مونتيسوري أدواتها إعتمادا بشكل أساسي على صقل حواس الطفل التي تعتبر وسيلته الرئيسية في إكتساب معرفته فقامت بتقسيمها إلى مجموعة من الخبرات والأركان سنقوم بتفصيل أهداف كل ركن منها كما يلي: ركن متطلبات التعليم في الحياة اليومية. ركن تفاعلات الطفل الحسية مع ما يجري حوله. ركن العلم والمعرفة.  ركن متطلبات التعليم في الحياة اليومية.   متطلبات التعليم في الحياة اليو

الفترات الحساسة للتعلم

مامعنى الفترات الحساسة للتعلم في عمر الطفل ومتى تكون؟ هي فترات في عمر الطفل تحدث في أوقات مختلفة يكون فيها الطفل مستعد بشكل أكبر من أي وقت أخر للإستكشاف وتكون قدرته على التركيز عالية جدا وإستجابته للأنشطة سريعة وفعالة. يهتم الطفل في كل فترة من هذه الفترات بشئ معين ومحدد ويهمل ماحوله. فمثلا الفترة الحساسة للحركة تبدأ بإهتمام الطفل بالتحرك فيبدأ بالتقلب ثم الحبو حتى تنتهي بإجادة الحركة والمشي. يجب مراقبة الطفل لإستغلال هذه الفترات جيدا لتحسين مهاراته حيث يكون الطفل عنده من الإستعداد والإستجابة والتركيز مايسمح بتطوره في هذا المجال بشكل أسرع وأفضل. هذه الفترات لا تتكرر فإحرصي على ألا تضيعي هذه الأوقات فما تبذليه مع طفلك في شهر ليتمكن منه ربما يحتاج أيام أو ساعات في فتراته الحساسة ليفعله ويتمكن منه. مثال على إستغلال هذه الفترات : (فلنفرض أنها فترة حساسة لتعلم طفلك الحركات الدقيقة فلتبادري بعرض أنشطة اللضم على سبيل المثال.) الفترة الحساسة للنظام والترتيب: غالبا تكون هذه الفترة هي أولى الفترات الحساسة لدى الطفل في السنة الأولى من عمره وقد تستمر معه حتى العام الثاني، وإذا

فوائد التعليم المنزلي

لماذا تبقي أطفالك للتعلم في المنزل بدلاً من إرسالهما إلى المدرسة؟  حسناً، أولاً وقبل كل شيء، ليس عليك أن تستيقظ في الساعة السابعة صباحاً وإصطحابهم إلى المدرسة مع تذكيرهم  بالتعليمات اليومية، والإنتظار بقلق حتى يعودوا. التعليم المنزلي يمنحك المزيد من السيطرة على التأثيرات التي  تؤثر على طفلك. نمو وتطور طفلك يتم إزالته من عالم المجهول. أنت وأنت وحدك يمكن أن يقرر ما يحتاج إليه طفلك أو ما يجب عليه تعلمه. تفصيل المناهج الدراسية لتتناسب مع إحتياجات ومصلحة الطفل  هي واحدة من الفوائد الأكثر وضوحاً من التعليم المنزلي. الإهتمام الفردي هو فائدة أخرى بارزة للتعليم المنزلي. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يحتاج إلى مزيد من الوقت لتعلم  الرياضيات، فيمكن أن تقلل من وقت دروسه في اللغة الإنجليزية لمنحه لمادة الرياضيات. لا توجد ساعات محددة لتعلم كل مادة. هذا يعني  أن الطفل يتمتع بميزة تحديد عدد أكبر من ساعات المادة التي تبدو صعبة دون إضافة أي ضغط. مقدار الوقت اللازم لتعلم كل مادة  يعتمد على قدرات ومصلحة الطفل. يصبح تعليم الطفل نشاطاً عائلياً ممتداً. حيث يشارك أولياء الأمور في كل خطوة من خطوات عمل