بعد أن تعلم مهارة المشي، الكلام، بعد أن لمس و إكتشف كل ما يحيط به بيده، ينتقل عند بلوغه مرحلة ثلات سنوات لإكتساب مهارات أخرى أهمها تنمية الخيال وتعتبر القصص و الحكايا أفضل الوسائل المتاحة لتغذية خياله، فهي تحثه على تخيل كل شيء، على إعطاء أشكال وملامح للشخصيات، على إضفاء ألوان وروائح للأشياء، معتمدا في ذلك على رصيده المعرفي و على كل ما تمكن من رؤيته و إكتشافه في ما مضى.
مرحلة ثلات سنوات هي مرحلة تنمية الخيالكما تعتبر الحكايا و القصص أفضل الوسائل لتحبيب الطفل في لحظة الخلود إلى النوم، فإذا كانت بالنسبة لك لحظة راحة و إسترخاء، هي بالنسبة لطفلك لحظة يتخلى فيها عن كل شيء ممتع، لذا كانت القصة أفضل شيء لتحفيزه على الدخول في فراشه. فمن المهم جدا أن تجعلي قراءة القصة جزء من روتينك اليومي.
من الوارد جدا أن تسمعي طفلك يتحدث إلى رفيق خيالي له، يلعب معه ويحاكيه طوال الوقت، لا تقلقي فهو أمر طبيعي وعادي للغاية، فربما يعبر طفلك عن إحتياجه لصديق يلعب معه، أو ربما هذا هو الوقت المناسب لدخوله إلى المدرسة. كما أنه من الوارد جدا أن يحكي طفلك أحداث لم تحصل في الحقيقة من قبيل قد شاهدت باتمان يتسلق الجدران في الخارج … أو أنه شاهد أسدا في الحديقة، إنه لا يكذب حينئذ بل فقط يحكي ما شاهده في مخيلته.
مرحلة الثلات سنوات هي مرحلة الإهتمام بالغيرمن الآن فصاعدا يبدأ الطفل بإلاهتمام بالآخر، من هم، ما سنهم ، وما علاقتهم ببعضهم البعض، فيبدأ بطرح أسئلته غير المتناهية، ليدرك أن جدته هي أم أمه و أن عمه هو أخ أبيه، و أن صديقه الحميم هو إبن عمه …. كما يلاحظ أن أمه إمرأة مثل جدته و عمته وأم صديقه و معلمته …، و أن أباه رجل مثل جده و عمه و أب صديقه….كما يبدأ في الإهتمام بربط علاقات صداقة بمحيطه، ويبدأ كذلك بالرغبة في نيل إعجاب الآخرين.
مرحلة الثلات سنوات مرحلة إستقراريود الكثير من الآباء والأمهات لو يبقى إبنهم في سن الثالثة لأنها سن جميلة، فقد قطع أشواطا كبيرة ومتعبة ليصل لما هو فيه الآن. يجيد المشي، يجيد الكلام، له معلومات لا بأس بها في مجموعة من الميادين، قد نجح في تحقيق التوازن في شخصيته، و في ربط علاقات مع الآخرين، يمكنك التفكير في إدخاله إلى الروضة ليتعرف على أصدقاء جدد.
تعليقات
إرسال تعليق