بعد أن أتقن طفلك مهارة المشي لن يمنعه شيء من الإكتشاف، سيلعب بكل شيء، هو قادر الآن على الإمساك بكل ما يستهويه ويثير فضوله، لا يمل ولا يكل و لا يتعب. هو لا يقصد أن يخرب أو أن يتلف الأشياء، هو فقط يريد أن يكتشف، لا تحرميه من ذلك، تأكدي من أن ما بيده لن يسبب له أذا و إتركيه يكتشفه حتى يمله ويتركه، فذلك سيساعده على تنمية قدراته الحسية والفكرية وحتى العضلية
إجعلي له مكانا آمنا يلعب فيه و يكتشف. لاتنعتيه بالشقي(الباسل)إذا كان يحاول لمس كل شيء، فهو فقط يحاول إشباع فضوله الامتناهي.
هام جدا : لا تنسي إتخاذ جميع التدابير والمعايير اللازمة لضمان سلامة طفلك. أبعدي الأواني الزجاجية و الديكور، ضعي حواجز أمام المقابس الكهربائية، تعودي على إغلاق باب المطبخ، باب الحمام…، أما بالنسبة لمائدة الطعام فلا تعديها حتى يكون عليها مراقب، تعودي على شرح الأشياء لطفلك، فهو يفهم الآن ما تقولينه، إشرحي له لماذا لا يجب الإقتراب من براد الشاي أو الكأس المليء بالحليب الساخن إجعليه يلمسه ليحس بالألم و يتجنبه مرة أخرى. لا تتركيه أبدا لوحده في مكان ما، فأنت لا تستطيعين توقع ما قد يستهويه و ما قد يثير فضوله.
خلال هذه المرحلة سيركز طفلك الصغير على مهارة الكلام، في البداية يستعمل كلمة واحدة أو كلمتين للتعبير عما يريد، كلماته غالبا ما ينقصها حرف أو حرفان لأنه يعجز على نطقها كاملة فيقول فاحة عوض تفاحة ويقول مونة عوض ليمونة…لا تقلديه في ذلك ظنا منك أنك تساعدينه على الفهم، هو يفهم جيدا ما تقولينه، يحتاج فقط إلى بعض الوقت لا يستطيع النطق بحروف الكلمة كاملة. إستعملي لغة سليمة ما أمكنك ذلك لان طفلك يتعلم بالتكرار،فإذا قلدته أنت ستختلط عليه الأمور و يتأخر في النطق الصحيح للأشياء.
من المهارات المستحب تعلمها في هذه الفترة هي دخول المرحاض، أو إستعمال القعادة (الجلاس)، عضلاته الآن قوية بما يكفي ليستطيع إستعمال القعدة أو النونية أو الجلاس، كما أنه يستطيع الآن أن يعبر عن رغبته في فعل كاكا
يحب طفلك خلال هذه الفترة أن يتناول وجبته لوحده، غير مكترث بملابسه التي سرعان ما تتسخ، ذلك شيء إيجابي يجب عليك تحفيزه ليتعلم الإعتماد على نفسه ...بالإمكان وضع تدابير لعدم إتساخ ملابسه كلبس ملابس خفيفة سهلة الغسل اومريلة مثل القميص..حاولي عدم منعه وتقيد حريته وايضا تعليمه النظام والنظافة.
تعلم اللغة، كما و سبق أن ركز على المشي وإكتشاف الأشياء آنفا فهو سيركز الآن أساسا على مهارة الكلام و تعلم اللغة.
في هذه المرحلة العمرية لا يكل الطفل من الإستفسار عن الأشياء و عن مسمياتها، كما لا يكل من الكلام مع نفسه و تكرار الكلمات التي تعلمها خلال اليوم أو البارحة أو الأسبوع الماضي. لا يكل من ترديد أسماء لعبه، و لعب إخوته . خلال هذه المرحلة سيتعلم أن هذا الشيء ملك لهذا الشخص : سيارة بابا، لعبة أخي، ملعقة ماما إلى آخره.
اللغة والمحيط الأسري
يرتبط تعلم اللغة إرتباطا قويا بالمحيط، ليتعلم الطفل الكلام، يجب أن يستمع إلى كلام محيطه، يجب أن نتحدث إليه، أن نعلمه أسماء الأشياء،و أن نشجعه على تكرار الكلمات في جو مفعم بالحب و الحنان و التشجيع و التحفيز.
فمن البديهي أن الطفل الذي ينمو في وسط مليء بالتحفيز والتشجيع، يتحدث إليه الجميع بلغة سلسة وسهلة و واضحة أن يتعلم بسرعة أكبر بكثير من ذلك الذي يمضي وقته رفقة أناس صامتين غير مكترثين لتعلمه.
في هذه المرحلة تزداد أسئلة الطفل ويزداد فضوله، لا تترددي في الشرح و التوضيح، و لاتكتفي بتسمية الأشياء ، بل أضيفي شروحات أخرى من قبيل لون الشيء ولما يصلح، تحلي بالصبر وإعلمي أن كل ذلك سيغدي فضوله و ينمي ذكائه.
في هذه المرحلة العمرية و بفضل تعلمه للغة، يبدي طفلك ذكاء أكبر فهو الآن قادر على المقارنة، و على الإستنتاج من خلال تجاربه السابقة. هو يعلم الآن إن كنت تصلين، فأنت غير قادرة على منعه من الإمساك بهاتفك النقال، وبالتالي لن يتردد في حمله و اللعب به بكل أريحية ما دمت لم تنطقي بعد ب “السلام عليكم” التي هي بالنسبة له إعلان عن نهاية هذه الفرصة، فور سماعها يرمي الهاتف و يركض هاربا.
تعليقات
إرسال تعليق