فكرة مشروع التعليم المرن هي مستقاة من نظم تعليمية مشابهة في الغرب, وهي نظم التعليم بلا مدرسةUnschooling أو التعليم المنزلي Homeschooling وهي نظم تعليمية تقوم أساس على أن التعليم ليس قالبا جامدا, وإنما هو رحلة صناعة إنسان, فيجب على التعليم أن يكون متوائما مع قدرات الطالب, وأن يركز على اهتماماته, وأن يكون بصورة عملية ممتعة, وأن يكون خبرة إيجابية للطفل, لينشأ محبا للعلم والتعليم.
الأساس الثاني هو أن المسؤولية الأولى في التعليم والتربية تقع على عاتق الأبوين, فهما مسؤولان عن تعليم أولادهما تعليما يواكب العصر, وأن ينميا مهارات أولادهما, ويدركا مواهب كل ولد وميوله. وهما أيضا مسؤولان عن تربيته وغرس السلوكيات الحسنة فيه, وبناء شخصيته بحيث ينضج ويصبح فردا فعالا يخدم أمته ومجتمعه وليس فقط أسرته أو بيته. وكذلك فإن الأبوين هما أكثر الناس إخلاصا لأبنائهما, وأكثر من يحرص على مصالحهم, ولهذا فلا يمكن ألا يكون لهم الدور الرئيسي في تعليم أولادهم.
فمن السمات الأساسية للتعليم اللامدرسي كما هو مطبق في الغرب :
1- التجديد والابتكار: دائما ما تجد أفكارا وتجارب جديدة وممتعة في التعليم اللامدرسي, لأن عدم التقيد بنظام جامد في التعليم يفتح الباب أمام الأفكار المبتكرة, كما أن ترابط وتواصل المطبقين لهذا التعليم ينشر هذه الأفكار ويطورها.
2- التركيز على المواهب : كثيرا ما نرى أطفالا موهوبين في مجالات معينة, ولكن تحتاج هذه المواهب إلى من ينميها ويطورها, وفي نظم التعليم اللامدرسي يكون من الأسهل البحث عن طرق تنموية تركز على مواهب الأولاد وقدراتهم.
3- خبرة تعليمية أفضل : غالبا ما يشيد من تعلموا منزليا -وأولياء أمورهم كذلك- بمحبتهم لما قاموا به أثناء التعليم, واستمتاعهم بالعملية التعليمية, وقدرتهم على تكييف التعليم ليناسب ظروفهم المختلفة.
4- التكاليف : تعتبر نظم التعليم اللامدرسي في الجملة أرخص كثيرا , بينما تكاليف المدارس, والذهاب والمواصلات, وملابس المدرسة, وغيرها من التكاليف الكبيرة (إلى جانب الدروس الخصوصية) كلها تثقل على الأسر ماديا.
5- الأمان والأخلاق: من أسباب توجه الأسر للتعليم خارج المدرسة كثرة الحوادث المفزعة التي تحدث في المدارس (وخاصة العامة) ووسائل مواصلاتها, ومن بعض المدرسين. كذلك لا تغرس المدرسة دائما القيم والأخلاق المطلوبة في الأولاد, بل وربما عرضت لهم نماذج من أخلاق وتصرفات سيئة. بينما في المقابل يمكن في التعليم اللامدرسي انتقاء الأشخاص الذين يشاركون ولدك في التعليم, ويحب صحبتهم.
6- التفوق العلمي : في أغلب دول العالم المتقدم يكون من الملحوظ تفوق الطلبة المتعلمين منزليا على غيرهم لتركيزهم الأكبر وقلة المشتتات وجودة التدريس. كذلك كثيرا ما نجد أن المتعلمين بلا مدرسة قد أنهوا دراستهم في زمن قياسي والتحقوا بالجامعة مبكرا.
7- الاستقلالية والحرية : يتمتع المتعلمون بلا مدارس بحريتهم وشخصياتهم المستقلة التي تعلمت عن طريق طلب العلم وليس عن طريق التلقي السلبي له, ولهذا نجد أنهم يتمتعون بصفات قيادية وشخصيات إيجابية واعية.
ومشروع التعليم المرن يهدف إلى تطبيق نظام مشابه لهذا النظام في بلادنا العربية التي قلما تعرف مثله, وذلك من خلال توفير إطار واضح للتطبيق, ودعم مجتمعي, وتوصيل المهتمين والمطبقين بعضهم ببعض, وتوفير المصادر العلمية والتجارب التعليمية المفيدة.
هل يعني هذا إلغاء المدارس؟ أو أنه لا وجود لها في التعليم المرن؟
لا يعني هذا بالضرورة, فالتعليم المرن هو نظام "مرن" أي أنه يستوعب الكثير من الاختيارات و التعديلات على طريقتك في تعليم أولادك. يمكنك أن تتركهم يذهبون إلى المدرسة (مع ما في هذا من عبء في الوقت والمال والجهد) ولكنه ليس الوضع المثالي الذي ننصح به ونرشحه للناس, فلو لم يكن بإمكان الأسرة أن تتولى المهمة بالكامل فيمكنك أن تتركهم يختارون أي الأيام يفضلون أن يذهبوا فيها للمدرسة, أو أن تنظم مع غيرك من أولياء الأمور أياما يلتقي فيها أولادكم فيما يشبه المدارس الأهلية أو المجتمعية, حيث يلتقي الأولاد ويتبادلون المعارف ويدرسون سويا...فالمرونة هي القاعدة في هذا النظام الجديد.
تعليقات
إرسال تعليق