ويشير الآباء إلى أنه ثمة دافعين أساسيين لتعليم أطفالهم في المنزل: عدم الرضا عن المدارس المحلية و الرغبة في زيادة مساهمتهم في عملية تعليم أطفالهم وتطورهم. و يتثمل عدم رضا الآباء عن المدارس المتاحة في مخاوفهم حول البيئة المدرسية, و جودة التعليم الأكاديمي و المناهج الدراسية, و ظاهرة التنمر بين الطلاب, بالإضافة إلى عدم ثقتهم في قدرة المدرسة على تلبية الاحتاجات الخاصة للطفل. كما يعمد بعض الآباء إلى طريقة التعليم المنزلي حتى يمنحهم مزيدا من التحكم في المحتوى الذي يدرس لأطفالهم وفي كيفية تعليمهم, فبإمكانهم تدريس تعاليم دينية أو أخلاقية معينة. كما يرون أنه يتناسب أكثر مع القدرات الفردية للطفل ومواهبه كما ينبغي, بالإضافة إلى فعالية أسلوب التعليم الفردي (واحد لواحد) المستخدم في هذه الطريقة. فالتعليم المنزلي يعطي الطفل مزيدَا من الوقت ليقضيه في الأنشطة الطفولية و التنشئة الاجتماعية و التعلم الغير أكاديمي.
وقد يكون التعليم المنزلي أحد العوامل في اختيار أسلوب الوالدين في التربية. يعد التعليم المنزلي أحد الخيارات أمام الأسر التي تعيش في مناطق ريفية معزولة, أو التي تكون بالخارج لفترة مؤقتة, أو الأسر كثيرة السفر. والكثير من الرياضيين والممثلين والموسيقيين الناشئين يتلقون تعليمهم في المنزل لأنه أكثر توافقا مع جداول التدريب والممارسة. وقد يتمحور التعليم المنزلي حول الإرشاد والتدريب المهني حيث يستمر المعلم أو المدرس الخصوصي مع الطفل لعدة سنوات مما يمكنه من معرفته حق المعرفة. وجدير بالذكر أن انتشار التعليم المنزلي في الولايات المتحدة ازداد مؤخرا, فنسبة الأطفال الذين يتلقون تعليمهم في المنزل من عمر 5 إلى 17 سنة ارتفعت من 1.7% في عام 1999 إلى 3% في عام 2011-2012.
يمكن أن يلجأ الآباء للتعليم المنزلي كتعليم تكميلي وكوسيلة لمساعدة الطفل على التعلم في ظل ظروف معينة. كما قد يشير هذا المصطلح إلى التعليم في المنزل تحت إشراف مدارس المراسلة أو مدارس متخصصة في الإشراف على التعليم المنزلي. وفي بعض البلدان يُلزَم الراغبين في التعليم المنزلي بموجب القانون بمنهج دراسي معتمد. بينما يطلق أحيانا على التعليم المنزلي بدون منهج دراسي معين بـ"اللامدرسية", وهو مصطلح استحدثه المؤلف والمربي الأمريكيجون هولت في مجلته "Growing Without Schooling". ويؤكد هذا المصطلح على فكرة تلقائية البيئة التعليمية وعدم تقيدها بنظام معين حيث أن اهتمامات الطفل هي من توجه طلبه للمعرفة. وفي بعض الحالات يتم اعتماد تعليم الفنون السبعة المتحررة والتي تشمل العلوم الثلاث الأساسية (النحو والبلاغة والمنطق) والعلوم الأربعة (الحساب والهندسة الرياضية والموسيقى وعلم الفلك).
يلتزم العديد من الآباء بتعليم أطفالهم في المنزل، والدافع الكامن وراء هذا عند الكثير من الأسر هو الاقتناع بأن هذا هو الأفضل للتنمية الأخلاقية والروحية والدينية لأسرهم، وهذا هو أفضل وسيلة لتوفير تعليم متين لأطفالهم، وهم يشعرون بالقلق إزاء تنمية روح وشخصية أطفالهم، فضلا عن التنمية الاجتماعية والأكاديمية.
ويعبرون عن مزايا التعليم المنزلي على النحو التالي:
1-التعليم المنزلي يجعل نوعية الوقت متاح لتدريب والتأثير على الأطفال في جميع المجالات مقدم بطريقة متكاملة.
2-كل طفل يتلقى الاهتمام الفردي وتلبية احتياجاته الفريدة.
3-يمكن للوالدين التحكم في التأثيرات المدمرة للطفل، مثل المقارنة السلبية والمناهج الهجومية.
4-فرصة متاحة للتدريب الديني وتقديم الرؤية الدينية في جميع المواد الدراسية.
5-يحظى الأطفال باحترام آبائهم كمعلمين.
6-تعيش الاسرة جو من التعاون والمشاركة والتقارب والتمتع المتبادل فيما بينها.
7-الأطفال يطورون الثقة والتفكير المستقل بعيدا عن ضغط المقارنة السلبية، كل هذا أثناء شعورهم بالآمان داخل بيتهم.
8-الأطفال لديهم الوقت للتفكير واستكشاف اهتمامات جديدة.
9-يتواصلون مع مجموعات من مختلف الأعمار.
10-يتيح التعليم المنزلي وضع جدول مرن يمكن أن يستوعب عمل الآباء وأوقات العطلة وتوفير وقت للكثير من الأنشطة.
كآباء وأمهات، تأثيرنا على أطفالنا على حد سواء كبير وطويل الأمد. ولسوء الحظ، عندما تتطور الروابط بطريقة غير آمنة، يكون لذلك أيضا تأثير سلبي كبير وطويل الأمد على الطفل ... الآباء هم أكثر مقدمي الرعاية فعالية لأطفالهم.
تعليقات
إرسال تعليق