هذه عشرة شروط أو أمور تؤخذ في الإعتبار إذا قررت أن تعلم إبنك في المنزل.
كلها يجب عليك إتقانها و بذل بعض الجهد و الوقت في تعلّمها أو إعدادها حتى ينجح التعليم المنزلى.
( أغلب هذه النصائح تلائم النظام الذى يتم فيه تسجيل الطفل بمدرسة لكنه يتلقى تعليما منزليا مرنا)
1. علاقة صحية بين الأهل و الطفل:
على عكس الطفل الذى يذهب للمدرسة و يقضى بها أكثر من سبع ساعات, ثم يقضى وقتا آخر في عمل الواجبات و المذاكرة…. الطفل الذى يتعلم منزليا يقضى أوقاتا طويلة جدا مع الأهل, خاصة الأم.
لذلك إذا لم تكن العلاقة هادئة و طيبة و صحية و مليئة بالحب و الحنان و التفهم لطبيعة الطفولة, ستصبح الحياة اليومية مزعجة مليئة بالخلافات و الصراخ و العقاب ….
لذلك عليك أن تبدأ على الفور في تعلّم الكيفية الصحيحة للتعامل مع الطفل, ماذا يحتاج الطفل منك, كيف تطلب منه ما تريد, كيف تعلمه الانضباط و الالتزام بالأوامر, كيف تتصرف إذا أخطأ, و كيف تتصرف إذا أخطأت أنت….
2. اشتراك الأب في العملية التعليمية:
التعليم المنزلى ليس أمرا هيّنا, بل هو عمل طويل و مليىء بالتفاصيل بحيث يصعب على شخص بمفرده إدارته.
و من أهم أدوار الأب في التعليم المنزلى عملية المتابعة من وقت لآخر و تصحيح المسار إن وجدت أخطاء و إعادة تقييم الموقف كل فترة و توفير بدائل مرنة لأى مواقف طارئة تحدث.
3. وقت منفصل للأم:
علينا أن نكون واقعيين. الأطفال أحيانا يكونون مزعجين جدا, و الأم بحاجة لفترة من الراحة و الاسترخاء. ابحثى عن حضانة قريبة و جيدة, و استخدميها فقط في وقت الضرورة, ليس بشكل منتظم, لكن فقط عند الحاجة.
4. عمل مجموعات تعلّم:
هناك سؤال واحد يتردد باستمرار في وقت الحديث عن التعليم المنزلى: ماذا عن التواصل الاجتماعى؟
فالأم قد تنتابها بعض المخاوف أن ينشأ ابنها منعزلا غير معتادا على الصحبة.
لذلك علينا تعويض نقص الصحبة التي توفرها المدرسة بصحبة أخرى. ابحثى في نطاق سكنك عن أسر تمارس التعليم المنزلى, هكذا تتمكنين من تحديد نحو موعدين أسبوعيا للعب المشترك, و التعليم المشترك أيضا وارد.
5. التأهيل المعرفى:
لقد تركنا الدراسة منذ زمن, و غالبا نسينا كل ما تعلمناه, لكنها الآن فرصة لنعاود الاكتشاف من جديد. صحيح أنه ليس من الضرورى أن تكون الأم على علم بكل تفاصيل منهج الطفل, فأحد أهداف التعليم المنزلى هو تدريب الطفل على التعلّم الذاتي, لكن هذا لا يمنع أن تكون الأم على علم خاصة في السنوات الأولى حيث يكون الطفل معتمدا عليها في تحصيل المعلومات, و أيضا بعد ذلك إذا صادفته أي صعوبة فسيلجأ للأم مباشرة. لذلك علينا أن نعيد تثقيف أنفسنا بقدر المستطاع في مختلف المجالات.
ابدأى بقراءة الكتب المدرسية للتذكر, ثم الموسوعات البسيطة المخصصة للصغار, و إذا أردت الاستمرار يمكنك بعد ذلك قراءة بعض الكتب الموجهة لغير المتخصصين في كل علم.
6. البحث عن موضوعات و مصادر:
(تعويض نقص المناهج من حيث الموضوعات)
ستفيدك النقطة السابقة في إيجاد مصادر مختلفة و متنوعة لتعليم الطفل منها, لأنك حتى لو قررت الالتزام بمنهج معيّن, لا بد أن تستعينى بدروس و موضوعات من خارج المنهج لإكساب الطفل الثقافة المطلوبة. الموسوعات المبسطة شيقة جدا و يحبها الأطفال, و هناك مواقع انترنت متعددة تقدر موضوعات مختلفة.
7. تعويض نقص المناهج: ( من حيث الهدف)
ما الذى نرجو أن يحصل عليه الطفل من عملية التعليم؟
هل الهدف من التعليم هو تعلّم القراءة و الكتابة و الرياضيات و مبادىء العلوم المختلفة و اللغات؟
ماذا عن التفكير نفسه؟ ماذا عن الشخصية و مقوماتها؟ ماذا عن المعلومات و المعطيات التى يتلقاها؟ ألا يلزم أن تكون صحيحة لا مشوّهة كما يحدث مع مناهج التاريخ؟ ماذا عن الأخلاق؟ ألا يوجد هدف أخلاقى للتعليم؟ هل الهدف نفعى فقط؟
من هنا نستطيع أن نحدد الأهداف الرئيسية لعملية التعليم و هى:
1- تعلّم قدر أساسى من جميع العلوم و المعارف الرئيسية ( ليكون مطّلعا على كل المجالات و ليتمكن بعد ذلك من التخصص فى مجال واحد).
2- تنمية القدرات الذهنية و استغلال مهارات التفكير العليا.
3- تنمية الشخصية من جوانب مختلفة ( الثقة بالنفس, التفرّد, الإيجابية, المثابرة, التخطيط, اتخاذ القرار, المهارات الاجتماعية, اكتشاف المواهب و تنميتها …)
4- تنمية البعد الدينى و الأخلاقى وتحديد المرجعية النهائية للشخص, و تعليمه مفاهيم سليمة يستند إليها.
5- تنمية الوعى بالمشكلات و التحديات المعاصرة التى تواجه المجتمع ليستطيع الإنسان لاحقا القيام بدوره في العمل العام و فى عمارة الأرض و حل المشكلات على اختلافها.
من هنا يبدو أن عملية التعليم تم اختزالها فى الهدف الأول و هو تعلّم قدر من العلوم و المواد المختلفة, و حتى هذا لا يتم إلا عن طريق التلقين و الحفظ و تكرار المعلومات المقدّمة فى الكتب. و بالتالى يجب علينا في التعليم المنزلى أن نهتم بكل هذه الأهداف.
8. تنمية الشغف للمعرفة:
فطرة الأطفال الطبيعية هي الشغف الشديد لكل جديد, البحث عن الإجابات, التنقيب عن كل مجهول…. علينا أن نستغل هذه الفطرة, و أن ننميها أيضا.
الطفل منذ الصغر يجب أن تكون لديه مكتبة مليئة بالقصص و الكتب, تقرأ له منها الأم يوميا, و تدعه يقلب في صفحات الكتاب بمفرده و يستمتع بالصور.
9. تصميم و تقديم الأنشطة التعليمية:
• استخدام مهارات التفكير العليا:
التعليم المدرسى يساعد على الغباء!
قد تبدو هذه العبارة القاسية من قبيل المجاز أو السخرية إلا أنها فى الواقع حقيقية إلى حد كبير.
و دليلنا فى ذلك أن للمخ وظائف و قدرات عليا تميّز الإنسان, و هذه الوظائف لا يهتم بها التعليم النظامى و لا ينمّيها, بل يكتفى بالوظائف الأقل رقيا.
تنقسم المهارات المعرفية العليا إلى ستة أقسام, يمكن تشبيهها بدرجات السلم, من الأدنى إلى الأعلى
و هى بالترتيب من الأدنى إلى الأرقى:
1. التذكر أو المعرفة: و هى أن يذكر الطفل المعلومة و يعيد تكرارها كما قيلت له, أى أن يتأكد المعلّم أن الطفل يعرفها ( بفهم أو بدون).و هى أدنى مستويات القدرات العقلية, و لكنها لازمة لباقى درجات المعرفة.
من الملاحظ أن أكثر الأسئلة التى يتم اختبار الأطفال بها تقع فى هذا القسم, و فى هذا كارثة, لأن هذه الأسئلة لا تقيس ولا تقيّم أى شىء سوى الذاكرة فقط, دون فهم على الإطلاق.
2. الفهم: و هى القدرة على شرح المعلومة أو إعادة وصفها بأسلوبه و بكلماته مما يدلّ على فهمه لها.
السؤال الذى يتبادر لأذهاننا الآن كم من المدرسين يتأكد من فهم الطلبة؟ و لا زلنا فى المهارات البسيطة و لم نتطرق بعد للمهارات الأكثر رقيا!
3. التطبيق: هو القدرة على تطبيق المبادىء العامة و النظريات على حالات معيّنة, أو القدرة على إستخدام المعلومة لحل مشكلة.
4. التحليل: القدرة على تفكيك فكرة مركبّة إلى أجزاء منفصلة, و القدرة على فهم ما يربط الأجزاء و العلاقات بينها, و القدرة على النقد و المقارنة
5. التقييم: القدرة على إصدار أحكام بناء على المعرفة المتوفرة أو المعايير المتفق عليها.
6. التركيب أو الإبداع: تجميع الأجزاء لتكوين شىء جديد أو ابتكار فكرة جديدة أو التوصل لحل لمشكلة ما
نعود لنتأمل حال التعليم, هل يتم استعمال هذه الوظائف العقلية أم أنها تترك لتذوى و تضمر كما تضمر أى عضلة من عدم الاستخدام؟ هل الأمثلة النادرة التى يتم فيها توجيه سؤال ما رأيك أو قدّم حلا… هل بالفعل يترك للطالب حرية الإجابة كما يرى و كما يفكر أم أنه يجب أن يلتزم بالإجابة النموذجية التى يلقنها المعلّم لهم؟ هل التعليم يشجع على التفكير و على إعمال العقل و على البحث عن حلول للمشكلات و على الإبداع ؟
لا حل سوى بأن نحمل نحن على عاتقنا هذه المهمة, و أن نعلّمهم بشكل يتم فيه تدريب قدراتهم الذهنية و تنميتها و استخدام أسئلة تدرّب جميع هذه القدرات السابقة.
• الوسائل العملية:
تكتسب المعلومات عن العالم الخارجى عبر الحواس الخمس, اللمس و الشم و السمع و البصر و التذوق. يتم تخزين المعلومات فى المخ, و كلما تم استخدام حواس أكثر أو تم تنشيط مثيرات أكثر كلما كان التأثير على المخ أكبر. و كلما تم التعليم عبر طرق تعليمية مختلفة و باستخدام الحواس و التفاعل كلما زادت الارتباطات العصبية بين خلايا المخ و بالتالى يتم تثبيت المعلومة و يتم تنشيط المخ ككل.
لذلك يجب أن نستعين بالوسائل التعليمية في أكبر قدر ممكن من الدروس, المجسمات, الخرائط, الأعمال الفنية, التجارب العلمية, رسم لوحات, تصميم لاب بوك, تصميم عرض تقديمى, تأليف قصة …..
10. التخطيط و الإدارة:
و أخيرا, كى ينجح التعليم المنزلى, لا غنى عن تخطيط جيد , و إدارة وقت, و متابعة مستمرة و تقييم, و تصحيح لأى أخطاء:
في البداية سيتم اختيار منهج محدد للعمل به
ثم اختيار أسلوب الحصول على الشهادة ( قيد الطالب بمدرسة مثلا..)
تحديد ميزانية للتعليم المنزلى الاتفاق على نظام عام لعملية التعليم: من الذى سيتولى تعليم و توجيه كل مادة؟ هل سيكون الجدول ممتدا على مدار العام أم هناك أجازة صيفية؟ ….
و أخيرا سنبدأ في عمل خطة تفصيلية: سنوية و أسبوعية و يومية
تعليقات
إرسال تعليق